على بُعد أيام من انطلاق الـ"كان".. البنك الدولي يشيد بالبنية التحتية للمغرب في مجال المواصلات وتأثيرها الاجتماعي والاقتصادي
أشاد البنك الدولي بالبنية التحتية للمغرب في مجال النقل والمواصلات، مبرزا تأثيرها الاجتماعي والاقتصادي، ودورها في تعزيز الاندماج الحضري، وخلق فرص العمل، وتحسين جودة الحياة اليومية للمواطنين، وذلك على بُعد أيام قليلة من انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا، التي تحتضنها المملكة بين 21 دجنبر الجاري إلى غاية 18 يناير 2026.
وجاءت هذه الإشادة في تقرير للبنك الدولي نشره على موقعه الرسمي أمس الخميس بعنوان "مسارات نحو الصمود: قوة النقل وفرص العمل في المغرب واليمن"، حيث اعتبر أن الاستثمار في البنية التحتية للنقل يشكل العمود الفقري للاقتصادات الحديثة، لما يوفره من ربط بين الأفراد والفرص، وبين السلع والأسواق، وبين المجتمعات فيما بينها.
وأوضح التقرير أن النقل لا يقتصر على الطرق والجسور، بل يمثل شرايين حيوية للاستقرار والنمو، خاصة في البيئات الهشة وسريعة التحضر، من خلال تقليص العزلة، وربط السكان بالوظائف والخدمات، وضمان استمرارية النشاط الاقتصادي حتى في أوقات الأزمات.
وبخصوص المغرب، أبرز التقرير أن الاستثمارات في النقل الحضري، المدعومة من خلال برنامج النقل الحضري بالمغرب، أحدثت تحولا ملموسا في الحياة اليومية للمتنقلين داخل المدن الكبرى، من خلال تطوير البنية التحتية، والأنظمة، ووسائل النقل.
وسجل البنك الدولي أن إطلاق خط جديد للحافلات ذات الخدمة السريعة (BRT) في مدينة الدار البيضاء ساهم في تقليص زمن التنقل، وربط عدد أكبر من السكان بمناطق الشغل والخدمات الأساسية، كما أشار إلى أن تحسين تكامل شبكات النقل في مدن الدار البيضاء والرباط وأكادير، عبر الربط بين الحافلات والترام ووسائط نقل أخرى، مكّن الركاب من توفير ما لا يقل عن 20 دقيقة يوميا من وقت السفر والانتظار.
واعتبر البنك الدولي في تقريره أن هذه المكاسب الزمنية لا تنعكس فقط على تحسين الوصول إلى فرص العمل القائمة، بل تشجع أيضا الباحثين عن عمل على استكشاف فرص خارج أحيائهم، بفضل الثقة التي يوفّرها النقل الأسرع والأكثر موثوقية.
ونقل التقرير شهادات لمستفيدين من هذه المشاريع، من بينهم يوسف من مدينة أكادير، الذي أكد أن ممرات النقل المُحسّنة سهّلت عليه الوصول إلى مقر عمله والخدمات داخل المدينة، مشيرا إلى أن المدينة باتت أكثر ترابطًا من أي وقت مضى. كما أورد تقرير شهادة سلمى، وهي متدرّبة شابة، أوضحت أن خيارات النقل الجديدة مكّنتها من متابعة دروس التكوين المهني في مناطق بعيدة عن مقر سكنها، معربة عن تفاؤلها بمستقبلها المهني.
وأبرز البنك الدولي أن التنقل الحضري في المدن المغربية المعنية أصبح أكثر أمانا وكفاءة وشمولا، بفضل تصاميم جديدة للأنظمة تحمي المشاة وراكبي الدراجات والركاب، مع توفير محطات مضاءة جيدا، وكاميرات مراقبة، وأعوان بالمحطات.
وعلى المستوى البيئي، أشار البنك الدولي إلى أن تحسين النقل الحضري في المغرب يساهم في تحقيق أهداف المناخ والاستدامة، من خلال توفير نقل عمومي موثوق يشكل بديلا ميسور الكلفة عن السيارات الخاصة، ويساعد على تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة وتلوث الهواء.
ولفت التقرير إلى أن الأثر الإجمالي لهذه المشاريع بلغ نحو 158 ألف مستفيد مباشر، تشكل النساء حوالي 45 في المائة منهم، معتبرا أن هذه النتائج تعكس التزام المغرب المتزايد بتحقيق نمو عادل وشامل.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الإشادة بالبنية التحتية المغربية في مجال المواصلات، تأتي في وقت يستعد فيه المغرب لافتتاح كأس أمم إفريقيا 2025، حيث تتجه الأنظار إلى كيف ستسير الأمور التنظيمية بالمملكة، خاصة في مجال تنقل الجماهير والفرق داخل المدن المغربية.




